عقد أيوب حاجبيه؛ وعيناه لا تفارقان حفنة المال، لتتحول بغتة أمام ناظريه إلى تفاحة ! تفاحة حمراء شهية مغرية.. مغوية! يبتلع أيوب ريقه ومذاق التفاح من الماضي ما يزال عالقًا في ذاكرته عالق كما علق الشيطان في انتقامه الأزلي من بني آدم ، وها هو أيوب بعد كل ما جرى ؛ وكأنه يشتهي الوقوع مجددًا في سحر إغرائه ولذة إغوائه! تفاحة تخفي في عمقها العفن حيث ينخرها الحرام من الداخل متنعمًا بغفلة الغافلين!

رواية واقعية ممزوجة بوصف مشاعر يعجز الكثير عن صياغتها إلا؛ هي .. المتربعة على عرش الكتابة الأجتماعية لشخوص تعاملنا معهم كأفراد من العائلة وليست مجرد أبطال في رواية، ملحمة جديدة، عظيمة، يعجز الفرد عن إيضاح أمواجها العاتية من الرسائل المُبطنة والظاهرة..
معنا اليوم ملحمة جديدة بثوب عاصف للذهن، يضعنا في منتصف الطريق بين الصواب والخطأ وعليك دائمًا الأختيار بينهما..

أيوب رجل غامض، خطير، مشوه في داخله بقدر أكبر بكثير من تشوهه الخارجي، كاره لنفسه وللناس ولكل شئ على أرض البسيطة. ويشاء القدر أن يجمع هذا الإنسان المعقد مع نقيضيه. وهما توأمتان تعدان مثالًا للبراءة والطهر والترابط؛ مما يستفزه ليحاول فصم رباطهما الغليظ، فهل سينجح في ذلك، أم أن السحر سينقلب على الساحر؟ هذا ما ستكتشفه من خلال أحداث هذه الرواية الممتعة والمشوقة وإن ظلمها نصفها الأول الذي كان يسوده المط والتطويل وبطء الأحداث التي تبدأ في التسارع مع النصف الثاني من الرواية لتبدأ الإثارة والمتعة الحقيقيين.

ومن الغريب إنه بقدر ما كانت شخصيات عائلة (العريم) منفرة إلا أنني لم أكرههم، ربما بسبب رؤيتي لدواخلهم الموحشة، وصراعاتهم المؤلمة.

نرمين الشامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *