أمواج أكما – قواعد جارتين 3 + تحميل

كنتُ أظن أن تغيير القواعد يحتاج إلى القوة وحسب، لكنه لم يكن بهذه السهولة قط! لقد أثر أشراف چارتين أن يموتوا غرقى أسفل أمواج أكما، على أن يتساووا معنا فى حق اكتساب الروح.

أغرقني أمواج أكما في حب كتابات د.عمرو عبد الحميد وأسقطتني في الفخ برضا تام
لن أتحدث هنا عن الأمواج فقط بل عن الثلاثة ككل …. بجدرانها و دقاتها و أمواجها
تألق وإبداع جديد خرج إلينا به د.عمرو عبد الحميد مع هذه الثلاثية

لقد استدرجني الرجل دون أن أدري نحو فخ سقطت فيه بكل إطمئنان وسعادة وبلا ندم …
فلو حدثني أحدهم يوماً عن أني سأقرأ رواية تتحدث عن
أشخاص يحملون صفات النمور في أوقات الذروة ثم يعودون إلي الصفات البشرية بعد زوال الخطر
وأنهم قد يكونون من النسالي أو النسالي الزائرون ولو حدثني كذلك عن ذلك الوجه الدموي لوادي حوران
لا تهمته بالسخف ولأسمعته أشياء لن يحب سماعها ولجري بيننا الكثير من العتاب
إذ كيف يسوء ظنه بي لهذا القدر فيظنني سأقرأ أحداث مثل تلك
لكن ما بدا لي غريباً … كان الواقع بعينه ولا شئ غيره


فقد استدرجني الكاتب د.عمرو عبد الحميد لأرافق الدكتور فاضل في رحلة البحث عن عمل فأركب معه قطار الجنود
وأشم رائحة جواربهم وأنتظر حتي تحين لحظة القفز من القطار إلي بنو عيسي
لأشعر بالغربة معه هناك وأيامي تمضي يوماً وراء الأخر وسط أجواء غريبة
لينتقل الشغف و الفضول بعدها لمتابعة تطور مشاعر ونمو قصة حب تحمل براءة الطفولة بين نديم وغفران
وتتطور الأحداث للأبطال لينتهي الجزء الأول وليبدأ ظهور الأحداث المفعمة بالخيال
لأجد نفسي مع جودة الحبكة وإتقانها ألقي بكل محازيري وتحفظاتي حول نوعية القراءة خلف ظهري
وأتغاضي عنها تماما لأسير نحو الفخ لأسقط فيه برضا تام

قديماً حين كان يذكر أحدهم الثلاثية كان عقلي يقفز علي الفور لثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة
أظنني الآن قد أطرح السؤال …. أي ثلاثية تقصد؟ بعد أن عرفت ثلاثية رائعة جديدة إسمها قواعد جارتين
ومضات من الإعجاب …لابد من الحديث عنها تألقت بين سطور الرواية
كسر وتجاوز حدود الخوف من الإسقاط علي مكان أو واقع بيعينه بالهروب إلي غموض المكان والزمان
قد أضاف سحراً وجمالاً للرواية فلا أحد يعلم أين تقع جارتين ولا من هم الأشراف أو النسالي أو بنو عيسي
وهنا يمكن الحديث عن خطر من تخطوا الخمسين بعد أودت الإدارة بعقولهم لصعاب ومشاكل لن تنسي
فتنشأ القاعدة بإنتهاء دورهم عند عمر الخمسين … توقفت أفكر في عبارة
!! أن المصائر الكبري لا يغيرها الجبناء


إختار الأسماء كذلك في الرواية كان رائعاً ومبدعاً بحق ….
بدءاً من أسماء الروايات ذاتها أولااً .. وصولاً لأسماء الأبطال والشخصيات داخلها
د.عمرو كان صادقاً معي حين أخبرني حين إلتقيته يوماً في حفل توقيع وتحاورنا
ليخبرني بأن الحبكة هي أهم عناصر الرواية وهي ما تجعل القارئ علي شغف بإنتظار القادم وما ستسفر عنه الأحداث
وأن الحرفية تأتي في الحفاظ علي وتر التشويق مشدوداً علي مدار أحداث وصفحات الرواية
وهذا هو بالفعل هو ما أظنه الفخ الذي سقطت فيه عن طيب خاطر وبرضا تام …
فليست تلك النوعيه الخيالية من القراءة هي المفضلة لي لدي وقلائل من نجحوا في إقناعي بالقراءة لهم تحت هذا المسار
كان أبرزهم علي الإطلاق العراب د.أحمد خالد توفيق رحمه الله

الثلاثية عمل من الأعمال التي أنصح بقرأتها وأراها بلا تردد جديرة فعلاً بالإقتناء
وسعيد بكونها ضمن مكتبتي الورقية

Mohamed Fawzy

Related Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *