وادي الذئاب المنسية – أرض زيكولا 3 –  عمرو عبد الحميد + تحميل

في أرضٍ يحكمها شاهد السماء عاش البشر والذئاب والملديون في سلمٍ امتد آلاف السنين قبل أن يجتاز ذئبٌ رهيب إحدى العابرات الست، ويلتقي «موسى» الباحث عن أقرب فرصة للخروج من بلدته، ليتبدل كل شيء .. مع شروق كل يوم جديد، كانت نظرة الحب التي أراها في عينيّ تميم تخبرني أنني لو عشت ألف عام فوق عمري فلن أحد شخصًا يحبني مثلما يحبني! .. كان مكاننا المفضل في وقت فراغنا بالقصر هي المكتبة الكبرى، ندلف إليها معًا كي نناقش كتابًا ما، وكعادته كان يحب كثيرًا الاستماع إلى وجهة نظري ويناقشني بعقلانية كبرى فيها، وإن اقتنع بها ووجد ما يخالفها في كتاب ما ألقى بذلك الكتاب في نيران المدفأة…

أحب أن أطلق على هذه الرواية “رواية العيدين”، فبعد أن بدأتها في عيد فطر عام 2023 أخذتني حياة كلية الصيدلة بامتحاناتها التي لن تنتهي حتى يفنى كل البشر (على حد تخميني🥲)، أعود لأكملها في عيد الأضحى من نفس العام، ويا لسعادة القارئ حين يعود لكتاب سبق، وقد قرأ منه جزء لا يستهان به، فيجد نفسه تتوق لإستكمال القراءة بنفس النسق من الحماسة والأنبهار، بل ويزداد ذلك مع مرور الفصول وتتابع الأحداث لحد حبس الأنفاس.

وأخيرا عاد خالد بطل رحلتنا التي استمرت على نحو جزئين، ليتشارك بطولة هذا الجزء مع نوح بطل جديد بعالم جديد وكائنات خارقة عن طبيعة كل ما قد واجهناه مع أبطال الأجزاء السابقة.

تسير الرواية في مسارين زمنيين بين عالم خالد في مدينة المنصورة بقرية البهو فريك الغنية عن التعريف، وزمن نوح الذي يعيش في عالم وادي الذئاب المنسية، وفي نقطة ما حين تصل الأحداث لذروتها نكتشف كيف لعالمين لا يربطهما اي شيء قد يخطر على بالنا تتقابل فيهما الأزمان والعوالم ويجد خالد فجأة على عاتقه إنقاذ البشر كافة من خطر مجحف….

أول ما لفت نظري حين بدأت القراءة في الفصول الأولى، هو التطور الرائع في أسلوب الكاتب عمرو عبد الحميد، فأنا أذكر جيدا انطباعي الأول عن أرض زيكولا، وكيف ضايقني الأسلوب البسيط جدا، وما كان ينقصه من أساسيات الكتابة الصحيحة الكثيرة جدا، وها أنا ذا في الجزء الثالث أرفع القبعة، وأنا سعيدة جدا، وينتابني فخر شديد بالكاتب وجهوده في تطوير ركائزه الكتابية.

تسير الرواية بنسق تعدد الرواة، والذي مع تداخل الأحداث، وتنوع الشخصيات الكبير قد خدم الحبكة، وأحكمها من كل الجهات، دون أن يترك للملل مهرب نحو القارئ.

رأيت بناء الشخصيات المدروس أيضا، وحسن توظيفهم لخدمة الأحداث، كما لاحظت إدراك الكاتب لخطأ كان يقع فيه دائما، وتداركه هنا بمرونة رائعة، وهو كثرة الشخصيات بطريقة مبالغ فيها.

النهاية، قوتها وحدتها ذكرتني بنهاية الجزء الأول كثيرا، اشعرتني بنفس الأجواء الخانقة، وحبس الأنفاس، والترقب ذاته، ولكنها كانت النسخة المحدثة و المطورة منها فكانت نهاية مترابطة، ومحكمة.

كان على الوداع الأخير لهذه السلسلة اللطيفة- التي ترددت كثيرا حتى أبدأها- أن يتوج بمراجعة بسيطة كهذه تخلد ذكرى هذه القراءة التي لا تنسى.

نهايةً، ورغم أني لا أعي كيف أقول هذا، رغم رهبتي من السلاسل إلا أني أتمنى في قرارتي ألا يكون هذا الجزء هو الجزء الأخير، مازلت اتمنى أن يواصل خالد مغامراته المتهورة معنا لعدة مرات أخرى تُحبس فيها أنفاسنا، ونستمتع فيها في عوالم جديدة.

Omnia Hamed

Related Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *