
رواية كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك – عمارة لخوص
كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك: في بناية واحدة، بمصعد وحيد، اجتمعت شخصيات الرواية من خلال جريمة قتل، مقتول معلوم وقاتل مجهول، يكشف عمارة لخوص الجوانب الخفية في النفس البشرية. حيثيات الجريمة تخفي وراءها واقع المهاجرين في الغرب والصراع بين الهويات والحضارات القائم على سوء الفهم.
عمارة لخوص، بأسلوبه السردي الخاص، تمكن من نقلنا لعالم روايته حيث نقف أمام عشر شخصيات تتحدث في مواجهة شخصية واحدة هي شخصية الرواية المحورية “أميدو”، يضعنا أمام حقائقهم الذاتية، فتجده قسم العمل إلى حقائق متعددة (حقيقة بارويز، بندتا، إقبال أمير الله، إليزابيتا، ماريا، أنطونيو، يوهان، ساندرو، ستيفانيا، عبد الله وماورو بتاريني.) في مقابل عواءات أميدو مرتبة، هذا الذي صوره متسائلا في مواجهة هذه الحقائق عن معنى الحقيقة ومن يملكها.
يقدم عمارة لخوص في هذه الرواية ما لعله أكبر إضافة ظهرت خلال عقود للروايات التي قلبت بفنها البديع سؤال وعي الذات والعالم، منذ توفيق الحكيم إلى الطيب صالح. إنه سؤال الحضارة والتاريخ، سؤال الصراع والاندماج والثقافة، تحمله هذه الرواية من العصف الجزائري عشية القرن العشرين، إلى فضاء الآخر الإيطالي، حيث يتفجر السؤال جريمة وذئبة وعواءً وذاكرة يسكنها شهريار بالموت، بينما تنهض شهرزاد حكاية وحياة. وبكل ذلك يحق لعمارة لخوص أن يباهي بهذه الرواية الفريدة.