
رواية ستوكهولم – شهد قربان
ستوكهولم: يُقَال أنّ كلّ القصص الجيدة تبدأ من المكسيك، وتتساءل روبي كيف ستسمرّ قصّتها وكيف ستنجو وهي عالقة بين 005 وإحدى أخطر العائلات في العالم.
“ستوكهولم” هو عمل روائي نفسي درامي يسلّط الضوء على ظاهرة نفسية عميقة تُعرف بـ”متلازمة ستوكهولم”، وهي الحالة التي يرتبط فيها الضحية بالجاني عاطفيًا رغم الأذى. تدور القصة حول فتاة تُختطف في ظروف غامضة، وتجد نفسها حبيسة رجل غريب الأطوار، يحمل في داخله تناقضات شديدة بين القسوة واللين، وبين التعذيب والرغبة في الحماية.
تبدأ البطلة بمقاومة خاطفها ومحاولة الهروب مرارًا، لكن مع الوقت، تنشأ بينهما علاقة معقدة، تتبدل فيها المشاعر شيئًا فشيئًا، لتبدأ بالتعاطف معه وفهم ألمه، حتى تصل إلى مرحلة لا تستطيع فيها تخيّل الحياة من دونه. المشاعر المضطربة التي تعيشها تتعمق كلما كُشف ماضي الجاني، حيث يتضح أن خلف القسوة جروحًا دفينة وطفولة مشوهة.
الكاتبة شهد قربان تُبدع في رسم التحولات النفسية للشخصيتين، وتغوص في أعماق الصدمة والتعلّق، لتكشف كيف يمكن للحب أن يولد في أكثر الظروف ظلامًا. الرواية تطرح تساؤلات كثيرة حول الهوية، والخوف، والثقة، والحب، وتُظهر كيف قد يُعيد الإنسان تشكيل مشاعره تحت ضغط الألم والحبس والضعف.
الأسلوب السردي شاعري وعميق، يعتمد على الحوارات الداخلية المكثفة والانعكاسات النفسية، ما يمنح القارئ فرصة لفهم الصراع الداخلي للشخصيات. النهاية ليست تقليدية، بل تُجبر القارئ على التفكير مليًا في معنى الحب وحدوده، وهل هو اختيار أم نتيجة ظرف؟
باختصار، “ستوكهولم” ليست مجرد قصة حب مشوهة، بل رحلة في متاهات النفس البشرية، حيث لا شيء واضح، وكل شعور يحمل نقيضه. إنها رواية تترك أثرًا، وتفتح أبوابًا كثيرة للأسئلة.