باب الفلة – حسنين بن عمّو

باب الفلة

باب الفلة – حسنين بن عمّو: باب التشرّد والضياع، باب الهروب إلى الخلاء، منه هرب أهالي مدينة تونس أفواجا متلاطمة تاركين الغالي والنفيس يوم هجم عليهم الإسبان بغتة سنة 1573م. في حومة باب الفلة، عاش عزيز ولد فطيمة ضياعا آخر بين شريفة الخليلة ونفيسة الحبيبة، فلا استقر له بينهما قرار ولا استوت له الحياة لا في دار الساحرة حبيقة حيث المتعة والدلال ولا حتى في قصر القصبة حيث السلطان وحياة السؤدد الزائف المشوب بالهوان، فقد تقاذفته أمواج الصراع بين الترك والإسبان، فامتطى مركبا كان ينوي النجاة به من الخسران، فإذا به يمنّى بأقصى صنوف الحرمان يوم اعتقد أنه فاز على الجمع بالرهان…

  • المؤلف: حسنين بن عمو
  • الناشر: دار نقوش عربية للنشر
  • اللغة: Arabe
  • عدد الصفحات: 416
  • تاريخ الصدور: 2020

هذه الرواية هي ختام الثلاثية تأتي زمنيا بعد روايتي باب العلوج و رحمانة. رواية تاريخية إجتماعية تعكس سوداوية الفترة الأخيرة لحكم الحفاصة الذين حكموا تونس لفترة كبيرة و خذلوا في فترة حكم أحمد سلطان و أخوه محمد الحفصي الذي استنجد بالإسبان لاسترداد أحقيته بحكم تونس… و يا ليته ما فعل فقد فتح أبواب تونس لشر الصليبيين و أدخل أهل البلاد في فترة سوداء لن تمحى من تاريخ تونس…

يبدع كالعادة حسنين بن عمو في نسج الخيال و ربطه بأحداث تاريخية و هي مواجهات الأتراك العثمانيين والإسبان و سقوط قلعة حلق الوادي والباستيون بعد حرب طاحنة مات فيها الكثير من الناس… رواية تاريخية ذات بعد إجتماعي يعطي انحلال المجتمع و غياب القيام وانتشار الجهل والعربدة و السحر و الشعوذة في وجود حكم مهتز اودى بالبلاد الى الهاوية…

حكاية عزيز و شريفة وحبيقة وحبه لنفيسة يسافر بالقارئ الى أزقة باب الفلة وربط تونس… باب شهد خروج الإسبان و انتصار الترك نهاية العهد الحفصي و بداية كتابة تاريخ جديد… رواية لكل زمان ومكان لتكون عبرة تكشف خبايا تاريخ بلادنا العزيزة في القرن السادس عشر

Fares BEN SOUILAH

دعوني أذكركم قبل كل شيء أنه و مع الولوج في باب الفلة، ستعودون في الزمن قرونا مضت ، حيث ستجدون أنفسكم في حقبة زمنية تمتد بين 1568 و 1574 ميلادي.

ما ان تبدؤوا القراءة، ستشعرون وكأن أقدامكم قد وطأت مدينة تونس، و أن أعينكم قد احتظنت جمالا “زَمْنِيًّا” قد مرّ عليه دهر، وان أنوفكم قد بدأت في شمّ روائح البخور و كل الروائح الخاصة بالمدينة العربي، ستستمعون الى أصوات الخيول و التجار الذين ينادون على بضاعتهم، ستسمعون آذان جامع الزيتونة و صخب الشوارع.
باب ، ستدخلون منه الى مدينة تونس العتيقة، و هو باب قد سمي على مكان فلول اهل المدينة من صورها هروبا من الاسبان.( الفلة يعني الخروج و الهروب). و لكنكم لن تهربوا من هذه الرواية و لن تخرجوا منها الا وانتم محمّلين بغبار الماضي وبما جلبه معه من معلومات تاريخية و من كر و فر و حكايات جميلة و أخرى مؤلمة.

يعود بنا سي حسنين بن عمو الى أواخر فترة حكم بني حفص في تونس، حيث آلت السلطنة على الانهيار بعد أن عانت من خمول و ضعف و بعد ان نال منها الحكام ضعاف الهمة و بعد ما نال منها الخونة. فترة حرجة من تاريخ البلاد، حيث كانت تعيش صراع بقاء بنو حفص من جهة، و صراع الاسبان والاتراك من جهة أخرى. فالاول يريد تنصيرها و ضمها اليه ، والثاني يريد حوزها الى سلطنته لتصبح تحت الحكم العثماني.
صراع بين الطرفين ، و ضعف في الدولة الحفصية، جعلا من أهل البلد يعيشون الويلات و يذوقون شتى أنواع الضياع.

و مع هذه النكهة التاريخية اللذيذة، تتخلّل روايتنا قصة حب نشأت في ظروف غامضة ، و عاشت في ظروف قاسية ، عصفت بها الكثير من الشخصيات التي ستتعرفون عليها فأذاقتها العذاب.

التفاصيل التونسية الأصيلة ،كعادتها، طاغية على روايتنا ، العادات و الأكلات و الأماكن و الشخصيات و الأسامي .. كلها اجتمعت فأخرجت لنا فيلما روائيا يأسرك من أولى الصفحات.

أسلوب الكاتب جميل و سلس ، غنيّ بالعبارات التقليدية. الأحداث متسلسلة و شيقة جدا.

Seifeddine Ayed

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *