الاشتياق إلى الجارة: لا شيء يجمع بينهما في الظاهر سوى أنَّهما تونسيّان و يقيمان في العمارة ذاتها . هو في الستِّين من عمره، متعلِّم ومتزوِّج من أجنبيَّة. و هي تصغره بعدَّة أعوام، و من وسط اجتماعيّ متواضع، ومتزوِّجة من رجل غريب الأطوار. في البداية، عاملها بمزيج من الحذر و التعالي . ولكنْ فيما بعد، تغيَّرتْ قواعدُ اللّعبة…
رواية عن علاقة استثنائيَّة ثريَّة متقـلِّبة تحتفي بالحياة في أبسط تجلِّيَّاتها وأجملها، ولكنَّها تعكس في الآن ذاته تراجيديَّتها وجوانبها المعتمة.
الحبيب السالمي: روائيّ تونسيّ. صدرت له عن دار الآداب روايات «عشاق بيَّة» و«روائح ماري كلير» و«نساء البساتين» و«عواطف وزوّارها» و«بكارة». تُرجمتْ أعماله إلى العديد من اللُّغات.
“ها أنا أغرق. وكل يوم، أزداد غرقاً. وما يُثير في الرُعب أني أكتشف أن لحظة واحدة تكفي كي تتهدم كُل الجدران التي شيدتها لأحتمي بها وأتحصن بداخلها.”
رواية “الاشتياق إلى الجارة” للكاتب التونسي “الحبيب السالمي” أحدى ستة روايات وصلت للقائمة القصيرة للبوكر 2021.. ولكن أضف إلى ذلك أنها تقريباً أكثر الروايات الست المُرشحين إثارة للجدل.. ما بين من رآها جيدة وحتى مُمتازة.. وبين ما رآها سيئة جداً ولا تستحق التواجد في القائمة.. ولكن من وجهة نظري البسيطة، أرى أنها رواية جيدة.. ولكنها لا تستحق الوصول حتى إلى القائمة الطويلة للبوكر بعدما قرأت مثلاً روايتين مثل: “دفاتر الوراق” و”الملف 42″.. أجد ببساطة أنهما يفوقاها بمراحل عديدة، ولكنها تظل رواية جيدة.
والجيد فيها أنها رواية سلسة ستأخذك في عالمها بسهولة مع الأستاذ الجامعي التونسي “كمال عاشور” الذي يقع في غرام جارته “زهرة” التونسية أيضاً، ولكن المكان في فرنسا.. فجمعهم علم تونس.. ورآها “كمال” بتعالي أولاً سُرعان ما وصل إلى درجة الحُب!
رُبما “زهرة” تُمثل تونس.. لذلك عشقها “كمال”.. الحنين إلى بلده، وخصوصاً بعد استحالة العيش فيه بعدما تزوج من برجيت الفرنسية.. ولكني رأيت غير ذلك تماماً.. رأيت كهلاً في الستين من عُمره.. جد حياته في مُنتهى العادية.. حتى التفاصيل التي تجمعه ببرجيت عادية، حُبهما لم يحتوي على شرارة أو لهيب مثلاً.. مثلما فعلت فيه “زهرة” والتي كما وصفها هو: خادمة ليست على مستوى عال من الجمال والحُسن.. وفوق كُل ذلك مستوى التفكير بينهما شاسع. فهو أستاذ جامعي، وهي أمية خادمة!
“الحُب لا يُفسر، وخاصة إذا كان المحبوب شخصاً لا تربطنا به علاقة عميقة. لا أحد يعرف كيف يأتي ولا كيف يذهب.”
رُبما ذلك الإقتباس هو تبرير لـ”كمال” عن حُبه لـ”زهرة”.. هل جبن من الاعتراف مثلاً أنها قد تكون نزوة؟ أن يشعر بلهيب الحُب وحرارته الذي انطفأ بينه وبين زوجته؟ رُبما.. هُناك احتمالات عدة نراها. ومن وجهة نظري هذه رواية جيدة، مُسلية، تطرح قضايا عميقة، رغم بساطة الطرح.. ولكن تستحق الوصول إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية؟
بكل تأكيد ومن وجهة نظري، لا.